الخميس ١٨ / رمضان / ١٤٤٥
السؤال: شيخ عبدالعزيز، لعله من المناسب أن تتفضلوا بالحديث عن الركن الرابع من أركان الإسلام: صيام رمضان، تحدثونا لو تكرمتم عن هذا الركن وعن صيامه، ثم هناك بعض الأسئلة سيطرحها البرنامج لو تكرمتم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، وصيام رمضان ركن عظيم من أركان الإسلام الخمسة فرضه الله على عباده في السنة الثانية من الهجرة، وكان سبحانه وتعالى فرضه مخيراً، من شاء صام وهو أفضل، ومن شاء أطعم عن كل يوم مسكين وأفطر، كما قال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:183-184]. فعلى هذه الآية كان المسلمون من شاء أطعم مسكيناً فأكثر وأفطر، ومن شاء صام والصوم أفضل؛ ولهذا قال: وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ [البقرة:184]، ثم فرض عليهم الصيام سبحانه وتعالى في قوله: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185]، فقوله سبحانه: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ [البقرة:185] يعني: من حضره صحيحاً مقيماً وجب عليه الصوم ونسخ التخيير، ومن كان مريضاً لا يستطيع الصوم يشق عليه الصوم أو على سفر فله الفطر؛ ولهذا قال: فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185] يعني: فأفطر فعليه عدة من أيام أخر، وهذا من فضله سبحانه وإحسانه وتيسيره على عباده؛ ولهذا قال بعدها: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواا الْعِدَّةَ[البقرة:185] يعني: بقضاء الأيام، وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185]، فإذا صام بعد ذلك أكمل العدة بعد برئه من مرضه وبعد رجوعه من سفره. وقال عليه الصلاة والسلام: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، والمعنى: من صامه إيماناً بشرع الله له وتصديقاً بذلك، واحتساب الأجر عنده سبحانه وتعالى لا مجرد تقليده للناس ولا رياء، لا، بل يصومه احتساباً يرجو ما عند الله ، ويؤمن بأنه فرض عليه شرعه الله له، فهذا يكون صومه فيه خير عظيم ومن أسباب المغفرة، وهكذا قيام رمضان عن إيمان واحتساب يكون من أسباب المغفرة، أما من صامه رياء أو تقليداً للناس أو مجاملة أو ما أشبه ذلك فليس له هذا الفضل. ثم الواجب على المؤمن أن يصونه وعلى المؤمنة كذلك أن تصون هذا الصيام من المعاصي، فإن المعاصي تجرحه وتضعف ثوابه، فالواجب على المؤمن وعلى المؤمنة أن يصونا هذا الصيام من سائر المعاصي؛ من الغيبة والنميمة، وأكل الحرام وسائر المعاصي، كل واحد يحاسب نفسه فيتقي الله في كل شيء حتى يبتعد عما يجرح صومه وينقص ثوابه، وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه رواه البخاري في صحيحه، وقال عليه الصلاة والسلام: ليس الصيام من الطعام والشراب إنما الصيام من اللغو والرفث، قال بعض السلف: (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء)، فالصائم قد فعل عبادة عظيمة وتلبس بعبادة عظيمة، وهي سر بينه وبين ربه سبحانه وتعالى فيجب عليه أن يصونها ويحفظها من كل ما يجرحها وينقص ثوابها حتى يؤديها كاملة. وهكذا يقول صلى الله عليه وسلم: من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وليلة القدر ليلة عظيمة في العشر الأخيرة من رمضان، شأنها عظيم، قال فيها الرب : إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر:1-5]، فهذه الليلة ليلة عظيمة العمل فيها والاجتهاد فيها بأنواع الخير خير من العمل في ألف شهر مما سواها، وهذا فضل عظيم، وقال فيها سبحانه: حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ[الدخان:1-5]، فهي ليلة عظيمة تقدر فيها حوادث السنة، فينبغي للمؤمن أن يغتنمها أيضاً إذا بلغه الله العشر الأخيرة، وأن يجتهد في هذه العشر بأنواع العبادة من صلاة وذكر وقراءة وصدقات وغير ذلك حتى يفوز بهذه الليلة، ولاشك أن من قام العشر الأخيرة محتسباً فإنه يدركها ولابد؛ لأنها واحدة منها. فعلينا جميعاً معشر المسلمين من ذكور وإناث أن نعرف لهذا الشهر قدره، وأن نصون صيامنا وقيامنا عما يجرحه من سائر المعاصي، وأن نستكثر فيه من أنواع الخير، هذا زمن المسابقة، هذا ميدان السباق بالخير، فينبغي للمؤمن أن يسابق وينافس في هذا الشهر الكريم بأنواع الذكر والاستكثار من قراءة القرآن الكريم بالتدبر والتعقل ليلاً ونهاراً، والإكثار من الصدقة، وصلة الرحم، وبر الوالدين، وكثرة الاستغفار والدعاء، وعيادة المريض.. إلى غير هذا من وجوه الخير، رزقنا الله وإياكم الاستقامة وبلغنا وإياكم صيامه وقيامه. المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً.
217 - باب وجوب صوم رمضان وبَيان فضل الصيام وَمَا يتعلق بِهِ قَالَ الله تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِلَى قَوْله تَعَالَى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ الآية [البقرة:183-185] . وَأما الأحاديث فقد تقدمت في الباب الَّذِي قبله. 1/1215- وَعنْ أَبي هُريرة ، قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: قَالَ اللَّه عَزَّ وجلَّ: كُلُّ عملِ ابْنِ آدَمَ لهُ إِلاَّ الصِّيام، فَإِنَّهُ لِي وأَنَا أَجْزِي بِهِ. والصِّيام جُنَّةٌ، فَإِذا كَانَ يوْمُ صوْمِ أَحدِكُمْ فَلاَ يرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سابَّهُ أَحدٌ أَوْ قاتَلَهُ، فَلْيقُلْ: إِنِّي صَائمٌ. والَّذِي نَفْس محَمَّدٍ بِيدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيبُ عِنْد اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ. للصَّائمِ فَرْحَتَانِ يفْرحُهُما: إِذا أَفْطرَ فَرِحَ بفِطْرِهِ، وإذَا لَقي ربَّهُ فرِح بِصوْمِهِ متفقٌ عَلَيْهِ. وهذا لفظ روايةِ الْبُخَارِي. وفي روايةٍ لَهُ: يتْرُكُ طَعامَهُ، وَشَرابَهُ، وشَهْوتَهُ، مِنْ أَجْلي، الصِّيامُ لي وأَنا أَجْزِي بِهِ، والحسنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا. وفي رواية لمسلم: كُلُّ عَملِ ابنِ آدَمَ يُضَاعفُ الحسَنَةُ بِعشْر أَمْثَالِهَا إِلى سَبْعِمِائة ضِعْفٍ. قَالَ اللَّه تَعَالَى: إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وأَنا أَجْزي بِهِ: يدعُ شَهْوتَهُ وَطَعامَهُ مِنْ أَجْلي. لِلصَّائم فَرْحتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وفَرْحةٌ عِنْدَ لقَاء رَبِّهِ. ولَخُلُوفُ فيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ ريحِ المِسْكِ. 2/1216- وعنهُ أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَين في سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْ أَبْواب الجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَان مِنْ أَهْلِ الصَلاةِ دُعِي منْ بَابِ الصَّلاةِ، ومَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الجِهَادِ دُعِي مِنْ بَابِ الجِهَادِ، ومَنْ كَانَ مِنْ أَهْل الصِّيامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، ومنْ كَانَ مِنْ أَهْل الصَّدقَة دُعِي مِنْ بَابِ الصَّدقَةِ قَالَ أَبُو بكرٍ : بأَبي أَنت وأُمِّي يَا رسولَ اللَّه مَا عَلى مَنْ دُعِي مِنْ تِلكَ الأَبْوابِ مِنْ ضَرُورةٍ، فهلْ يُدْعى أَحدٌ مِنْ تلك الأَبْوابِ كلِّها؟ قال: نَعَم، وَأَرْجُو أَنْ تكُونَ مِنهم متفقٌ عَلَيْهِ. الشيخ: الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذه الآية الكريمة في بيان فضيلة صيام شهر رمضان، وفي هذين الحديثين ما يدل على فضل الصيام ومنزلته عند الله العظيمة، والله جل وعلا أوجب على عباده عبادات وحرم عليهم أشياء، ومما أوجب عليهم سبحانه الصلاة، ثم الزكاة، ثم الصيام، ثم الحج، وجعلها أركانا وعمدا لدينه الإسلام، العمد الظاهرة وأول هذه الأركان وأساسها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ثم فرض الله عليهم الصلوات وما بعدها، فالواجب على كل مكلف أن يدخل في دين الله وأن يلتزم بالإسلام، وأن يؤدي ما أوجب الله في الإسلام من صلاة وزكاة وصوم وغير ذلك، والصلاة هي عمود الإسلام من حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ثم تليها الزكاة الركن الثالث، ثم الصوم الركن الرابع -صوم رمضان- ولهذا قال جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ يعني فرض عليكم كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ يعني كما فرض على الذين من قبلكم لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183] لعلكم يعني لتتقوه بهذه العبادة العظيمة وتخشوه وتقفوا عند حدوده ثم بين هذا الشهر فقال شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة:185] هذا محل الصوم الذي أوجب سبحانه وتعالى، وهذا الشهر العظيم له فضائل، ومن فضائله: أن من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وفيه ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، وهي العشر الأخيرة منه، ويقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، يقول سبحانه: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ففي هذا فضل الصوم نفلا وفرضا، وأن له مزية عظيمة، ولهذا قال: الصوم لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي رغبة فيما عند الله، لو شاء لأكل وشرب ما درى عنه أحد في أي مكان، لكنه يترك ذلك خوفا من الله وتعظيما له، يعلم أنه سبحانه يراه، ويعلم حقيقة أمره وما يقع منه، ولهذا يمسك عما حرم الله عليه رغبة فيما عند الله وطلبا في مرضاته، فعوضه الله عن ذلك الخير العظيم والفضل الكبير في دار الكرامة، والخلوف ما يتصعد من جوف الصائم من الرائحة عند خلوه من الطعام مستقبحة عند الناس، لكنها عند الله عظيمة لأنها من آثار العبادة التي شرعها ، ولهذا عنده هي أطيب من ريح المسك لكونها نشأت عن طاعته واتباع مرضاته وتنفيذ أمره، فهنيئا للصوم هذا الخير العظيم لمن أخلص الله نيته ومنحه الصبر والاستقامة وصان الصيام عما لا ينبغي، ويقول ﷺ: الصيامُ جُنَّة يعني سترة من النار، حرز من النار لمن صانه، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق إذا كان يوم صوم الإنسان يجتنب ما حرم الله عليه بالصيام من الرفث وسائر المعاصي، الرفث: الجماع، يعني لا يجامع زوجته -مع اجتناب جميع المعاصي- فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم لا يجري معه بالكلام الساقط أو في الكلام المنكر، بل يأتي إليه يقول: أنا صائم، لا يحسن من أن أجيبك، إذا سابه أحد أو شاتمه أحد، ولهذا قال: فلا يجهل ولا يصخب يعني لا يجهل على الناس، لا يظلم ولا يتعدى، ولا يصخب بالكلام السيئ، وليحفظ لسانه وجوارحه حتى تصوم هذه الجوارح، ليس الصيام عن مجرد الطعام والشراب لا، ترك الطعام والشراب صيام، لكن المهم أن تصوم جوارحك وأن يصوم لسانك عن كل ما حرم الله، والمؤمن متى شعر بهذا الأمر صان صيامه، وإنما يؤتى من غفلته وإعراضه، فإذا انتبه لهذا الأمر العظيم صان صيامه وحفظه وابتعد عن كل ما ينقصه، ومن ذلك الجريمة على الناس بالسب والكلام السيء، يترك ذلك ويقول: إني امرؤ صائم يعني لا يحسن مني أن أخوض معك، وفق الله الجميع. الأسئلة: س: المرأة ترغب أن تصوم شهر رمضان وتصلي مع الناس التراويح هل تأخذ حبوب منع الدورة؟ الشيخ: ما في مانع إن أخذتها حتى تصوم مع الناس، لا بأس، لا حرج. س: ...؟ الشيخ: عام، يعم هذا وهذا. س: ...؟ الشيخ: له إن رأى المصلحة في الإفطار أفطر، وإن كان ضيفه ضيف معتاد لا يستنكر صومه لا بأس يكمل صومه، إن كان رأى إفطاره أفضل جبرا للضيف وإيناسا له فلا بأس. س: في بعض البلدان الذين لا يعملون بالرؤيا في هذه الحالة الأخوان هناك يتبعونهم أو ينظرون للبلد الذين يعملون بالرؤية ويتبعونهم؟ الشيخ: لا بد يتعاطون الرؤية عند مظنة الهلال، يتعاطون يجتهدون لعلهم يرونه حتى يكون الصيام بالرؤية، فالحساب لا يعتمد عليه ولا يجوز أن يعتمد عليه، بل إما الرؤية وإما إكمال العدة كما قال النبي ﷺ.